“القطارة”.. ليس مجرد سوق تراثية إماراتية، لكنّه مسرح تُخلَّد عليه أصالة الماضي، توثق في عصرنا الحالي فنونًا وإبهارًا أذهل به الإماراتيون الجميع منذ سنوات عدة.
سوق القطارة يستضيف حاليًّا مهرجان الحرف والصناعات التقليدية، الذي انطلقت دورته السابعة تحت عنوان شعار “حرفة الأجداد فخر الأحفاد”.
سوق القطارة يعود تاريخ تأسيس إلى منتصف القرن العشرين، وذلك من قبل الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، على الطريق المزين بأشجار النخيل على أطرافه، والذي يربط منطقة القطارة وواحة الجيمي في العين.
يتألّف سوق القطارة من 18 متجرًا تُعرض فيها شتى أنواع المنتجات مثل الملابس النسائية والرجالية التقليدية، والأواني المنزلية، إضافة إلى بيع البهارات ومعدات الرحلات والتخييم والأدوات الخاصة بالصقور.
يحتضن هذا المكان سوقًا للحرف اليدوية التقليدية العربية القديمة، وتقام هذه الفعاليات من شهر أكتوبر إلى مايو من كل عام، بهدف تشجيع هذه الحرف والعائلات المحلية التي تقوم بإنتاجها.
يُنظر إلى سوق القطارة باعتباره المكان المثالي للتعرف على التقاليد الإماراتية المختلفة، حيث يستضيف الكثير من الأنشطة الثقافية والتراثية التي تهدف إلى التعريف بتراث الدولة، مع الترفيه عن الزوار.
في سوق القطارة، يُنظم بشكل سنوي مهرجان الحرف والصناعات التقليدية، وهي فعالية تفتح للزوّار نافذة يطلعون من خلالها على الحرف اليدوية الإماراتية المتوارثة، وذلك من خلال الرسومات التوضيحية والمسابقات وورش العمل التطبيقية.
لا يقتصر برنامج المهرجان على تسليط الضوء على مهارات الحرفيين فحسب، بل يهدف أيضًا إلى دعم تعلم الأساليب التقليدية وتوارثها، كما يتيح للزوّار الفرصة لممارسة بعض تلك الحرف.
كما يستمتع الزوّار بتجربة صناعة الحبال التقليدية، وغيرها من الأنشطة الأخرى، بالإضافةً إلى مشاهدة العروض التقديمية الخاصة بالحِرف الأخرى، بما في ذلك صناعة الفخار التقليدية وصناعة النسيج.
هناك أيضًا يُقام “سوق الجمعة”، وقد تم تشييده من سعف النخيل في محاكاة لسوق الجمعة الشعبي الذي كان يقيمه الأهالي قديمًا يوم الجمعة من كل أسبوع ويعرضون فيه منتجات يدوية متنوعة.
يهدف هذا السوق المقام كل يوم جمعة إلى تنمية مهارات منتجي هذه الصناعات وترويج منتجاتهم واحتضان جهود الأسر المنتجة من أجل توفير الدعم المادي والمعنوي، للاستمرار في الانتاج، وتعزيز دور المرأة الإماراتية التي ينسب لها الكثير من الحرف التقليدية، ويتألّف سوق الجمعة من 30 محلاً داخلياً و20 محلاً خارجياً.
هناك أيضًا مهرجان سوق القطارة، الذي يشتمل على العديد من الفعاليات الثقافية والتراثية من بينها أعمال الحرف اليدوية التراثية وعروض العيالة، وعروض حية لطرق البناء بالطين وصناعة العريش من سعف النخيل بمشاركة الجمهور من مختلف الأعمار، لإثراء تجربتهم في زيارة السوق ومركز الفنون التابع للموقع.
