الفخار المصري.. إبداعٌ من “الطين”

منذ قديم الأزل، برع الفنان المصري في صناعة الفخار من الطينة الحمراء، إذ كانت قطع الفخار تزخرف بأشكال حيوانات وحليات هندسية ونباتية ملونة منذ عصور مبكرة.

الفخار حرفة قديمة توارثتها الأجيال، وهي من المهن التي حافظت على الموروث الثقافي والحضاري، ولبَّت حاجات المواطن المعيشية داخل المنزل حيث تسخدم كإناء للمأكل والمشرب ولحفظ الحبوب والأغذية.

مع مرور السنوات وتطور الصناعات، استخدمت في الديكورات والزينة، وهى مهنه تتميز بالبساطة والتعبير عن التراث الحضاري العربي الأصيل، ويمتد تاريخها لعصر الفراعنة.

يتميز صناعة الفخار في مصر بتصديره محليًّا، حيث يأتي الطين من محافظة أسوان (جنوب)، ثم يتم طحنه ثم يتم تخميره وعجنه، ثم يوضع بعد ذلك على الماكينة، وتساعد الماكينة على خروج الأعمال الفخارية بالشكل المطلوب.

تأتي بعد ذلك المرحلة الثانية حيث يتم التجفيف، تليها تأتي مرحلة التفريغ كي تخرج الإضاءة من الفخار، أو النحت سواء للتراث الإسلامي أو الزينة للحدائق.

ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التشطيب بعد أن يجف تمامًا، بعدها مرحلة الصنفرة والتلميخ قبل أن يدخل الفخار الفرن، وتتراوح درجة حرارة الفرن من ٩٥٠ لـ ١٠٠٠ درجة مئوية.

يلي ذلك تحديد هل سيخرج هكذا أم يحتاج إلى التجهيز والتلوين ودخول الفرن مرة أخرى، ثم يخرج بالشكل النهائي ويتم تغليفه للحفاظ عليه وبيعه للزبائن.

صناعة الفخار تعتمد أساسًا على خامة رئسية هى الطين الطبيعي، وله عدة أنواع هي “التبيني أصفر اللون، الأسواني، الطمي الأسمر النيلي، وهو من أفضل الأنواع”.

يمر تجهيز خامة الطمي بعدة مراحل، وهي حوض التصفية وهو حوض مبطن بالماء لمنع تسرب المياه وفيه يتم خلط المياه مع نوعية الطين المطلوبة لكل منتج وياتى ذلك وفق مقادير ونسب محددة .

المرحلة الثانية هي حوض التنشير وهو يسمح بتسرب المياه عندما يتم نقل الخليط فيه من الحوض الأول بعد تنقيته من أي شوائب ويترك الخلبط أسبوع صيفًا وأسبوعين شتاء حتى يجف بفعل العوامل الجوية.

يتم تقطيع الطين إلى قطع كبيرة ثم يتم نقله لما يسمى “بيت الطين”، وهو يضم الاحتياطي من المادة الخام.

وكلما احتاج الحرفي لجزء من الاحتياطى يتم اقتطاع جزء من الاحتياطي ثم يقوم العامل بدهسه باحد قدميه بالتبادل مع القدم الأخرى، وتتم إضافة بعض الرماد والذى يساعد فى زيادة تماسك ذرات الطينة ويزيد من مرونتها، بالإضافة إلى إكساب المصنوعات مسامية ثم بتم اقتطاع جزء من هذه العجينة ودعكه باليد فوق منضدة مع إضافة الرماد بصفة مستمرة.

المرحلة الثالثة هي مرحلة العمل على الدولاب وتبدأ بتشكيل الجزء الأسطواني المفرغ ويستعين فى عمله بعدة أدوات منها “الجاروت، الصديف”.