حياكة البشوت في الكويت.. أناقةٌ وأصالة

عرف الكويتيون ارتداء البشوت كعادة تراثية موثورة ترمز للأناقة والأصالة والاعتزاز، يرتدونها في كل فصول الكوكب، صيفًا شتاءً ربيعًا خريفًا.

 

أصل الكلمة ليس عربيًّا، فلفظ “البشت” مصدره كلمة باشتو، وتعني الرداء الخارجي وبالعربية تعني المشلح أو العباءة، يعود تاريخها لما قبل الإسلام، إذ كان هذا الزي هو السائد في الجزيرة العربية منذ آلاف السنين ومصنوعة من الخيوط الصوفية التي كانت متوفرة محليًّا.

 

بدايات صناعة البشوت في الكويت ظهرت في سوق بقيصرية البدر، وفي أربعينيات القرن الماضي انتقل إلى موقعه المعروف في سوق الزل.

 

ارتبطت صناعة البشوت بأسماء كويتية بارزة، منها بشت القطان 1941، وبشت بوحمد 1935، وبشت السعيد 1952، وبشت الغربلي وغيرها.

 

 

ارتبط اسم البشت الكويتي بأجمل وأرقي وأفخم حياكة للبشوت في الكويت، ولا تزال هذه الحرفة مستمرة، وقد ورثوا الناس عن آبائهم وأجدادهم, ومازال البشت الكويتي يواكب الحياة العصرية وعلاقته بزبائنه يضرب بها المثل.

 

الحياكة في الكويت تبوأت مركزًا مهمًا بين الحرف التي كانت رائجة، وكان الحاكة كما يُطلق عليهم محليًّا، ينسجون القطع المستخدمة في صناعة البشوت.

 

يستخدم الحايك في عمله، جهازًا معقدًا ودقيقًا يُطلق عليه “العدة”، وهو مكون من عدد كبير من القطع والأجزاء، لكل منها اسم معين، ودور خاص في صناعة البشت، ويصنع الأجزاء الرئيسية من العدة النجار، بينما يقوم الحايك بنفسه بتجهيز القطع الصغيرة والأدوات الخاصة بالحياكة.

 

من الأجزاء الرئيسية في عدة الحايك، النول والدفاف والبزار والنيرة والمزراق والمشباح والمداوس.

 

 

كان الحايك يشتري الغزل (خيوط الصوف) من النساء اللاتي كن يعرضن ما لديهن من أنواعه المختلفة في (سكة الصوف) التي كانت تعج بالبائعات الجالسات على جانبي الطريق، وأمام كل منهن بضاعتها التي تغزلها وتلفها على شكل كرات صغيرة أو لفات يُطلق عليها “وشايع”.

 

الوشيعة الواحدة تزن حوالي رطلين، ويقوم المشتري بتقدير وزنها وجودتها بيديه.

 

يبدأ عمل الحايك بتجهيز الخيوط التي يشتريها على شكل ربطات “وشايع”، حيث يقوم بفكها ودولبتها أي لفها على جهاز خشبي صغير يسمى الدولاب مرتبط بآلة أخرى تدعى الفريطة لنقل الخيط من الوشيعة إلى البكرة أو القلم.

 

الخطوة التالية هي تسدية الخيوط أي مدها طوليًّا وإدخالها في الأماكن المخصصة لها من العدة، ولكل نوع من البشوت عدد معين من الخيوط حسب عرض القطعة، ويصل عدد خيوط السدى (الخيوط الممدوة طوليًّا) إلى 640 خيطًا.

 

يقوم الحايك قبل إدخال الخيوط بالعدة بعمل المريس، وهو التمر الممروس بالماء ليطلي به الخيوط حتى تتصلب وتسهل حكايتها بعد أن تجف.