حرفة السدو.. منتجات تربط الكويتيين بتراثهم الفريد (فيديو)

تعتبر حرفة السدو، واحدة من أكثر الحرف التراثية التي حافظت على مكانها في المجتمع الكويتي، إذ لم تخفها عباءة التطور التكنولوجي ولم تتوارَ وراء الابتكارات التي تتوالى على البشرية.

السدو لها ثلاثة معاني في التراث الكويتي، فهي اسم لآلة السدو أو الحياكة البدوية، وتعني أيضًا القطعة المنسوجة التي يتم نسجها على نول السدو، وهذا النول يكون ممتدًا أمام الناسجة على الأرض

“السدو” من الحرف التي تُمارس في بادية الكويت،
ويقول البروفيسور علي صالح أستاذ التصميم في قسم التصميم الداخلي بكلية التربية الأساسية في حديث مع “أصالة”، إنّ السبب في ذلك هو أنّ منتجات السدو يستخدمونها سكان البادية ويعمل منها بيت الشعر والبُسط (فرش الأرضيات) وحقائب مختلفة.

يتعلق الشخص كثيرًا بمنتجات السدو، وهذا راجع بشكل رئيسي إلى ارتباط الإنسان نفسه بالتراث والتاريخ وارتباطه أيضًا بالكثير من القصص والحكايات المرتبطة بالسدو.

من خلال النظر إلى النقوش التي تزخرف المنتج، نجد أنها أشبه ما تكون معبرة عن قصة دوّنتها الناسجة لكن بطريقة تجردية غير ناطقة، كما يقول “صالح”.

بعض قطع منتجات السدو يتم إنجازها خلال ثلاثة أيام كحد أدنى لكن هناك قطع تحتاج عدة أشهر خاصة عندما تكون هذه القطعة بها نقوش مختلفة، فإذا كان طول القطعة عشرة أمتار قد يصل فيها عدد النقوش إلى 150 نقشًا مختلفًا، وهذا يستغرق وقتًا طويلًا.

تتميز قطع السدو بأن بها نقوشًا، وهذه النقوش لها معاني، وتكون أغلب هذه النقوش تكون من وحي الناسجة ومشاهداتها.

فناسجة “السدو” تتفاعل مع الطبيعة من حولها، فبعد الغزو مثلًا ظهرت نقوش مثل الطائرة أو الصاروخ أو المدافع.

أسعار قطع السدو تختلف على حسب طول وعرض القطعة والخامات المستخدمة فيها، فكلما كانت الخيوط المستخدمة وتراصت فيها الخيوط تصبح القطعة أكثر متانة، وبالتالي يكون المستخدم أكثر، ومن ثم أغلى في السعر.

كما أنّه إذا كان المنتج منسوجًا بألوان طبيعية مثل الحنة أو العصفر أو العرجون أو الرومان يكون سعره أعلى من القطعة المنسوجة بالألون الكيمائية.

تمر عملية السدو بعدة مراحل، الأولى جز الأغنام الذي يتم فيه قص الصوف وعادة ما يكون ذلك في نهاية موسم الربيع، ويفضّل جز الأغنام وهي على قيد الحياة، والمرحلة الثانية هي عملية تنظيف الصوف من الشوائب العالقة فيه.

في المرحلة الثالثة، يتم القيام بغزل الصوف وتحويله إلى خيوط على شكل كرة تسمى بـ”الدجة” لتأتي بعدها مرحلة صبغ الصوف من خلال وضعه في وعاء مليء بالماء المغلي مع إضافة لون عليه.