فخار تونس.. زخارف من وحي الطبيعة

تعبتر صناعة الفخار واحدة من أهم الحرف التراثية في تونس التي انتشرت على وجه التحديد في مدينة سجنان.

فخار سجنان اتسم بخصوصيات كبيرة، أغلبها من البيئة المحيطة بها التي كانت منطقة منعزلة تمامًا، حيث وفرت هذه الطبيعة الطين بثلاث أصناف منها الطين الأحمر والأبيض والأصفر، ما جعلها مهنة مهمة في سجنان كونها تختلط بمواد طبيعية.

توجد بمنطقة سجنان نساء كثيرة تحترف صناعة الخزف، وبمهارات عالية يقمن بتشكيل الألوان، ويرسم ملامح منتجاتهن التي تتراوح بين أوانٍ مرتبطة باحتياجات المنزل، وتحف للديكور وزخارف فنية، إذ أنهن جميعها متأتية من مواهب وتجارب نساء أميّات، يقمن بأنفسهن باقتلاع الطين من الجبل، وعجنه، وتحويله إلى منتج فني، ثم إدخاله الفرن، ليخرج مكتمل النضج، قبل أن يبدأن عملية الرسم والتلوين التي تتخذ عبقريتها من بدائيتها وسذاجتها.

لصناعة قطعة فخار يمرّ الخزاف في نابل بعدة مراحل، تبدأ باستخراج الطين من المحاجر الكبيرة المجاورة للمدينة والمسماة بغار الطفل ويبلل الطين ويخزن رطبا حتى يستوي ويحتفظ بطراوته ثم يصفى من أحجاره ويجفف ويهشم ويغربل ويخلط ثم يبلل ويترك مدّة طويلة حتى تتفاعل مكوناته مع بعضها.

يتحول بعد ذلك إلى نوع من العجين الطيني الليّن ثم يعاد خلطه وعجنه ودلكه ليطاوع الخزاف الذي يستعمل آليات بسيطة لصنع قطع الفخار ولا يحتاج إلى مهارة في حركة الرجلين واليدين مكتفيا بحركات وحرفية لم تتغير منذ 3000 سنة قبل الميلاد كما تدل على ذلك الحفريات في مصر القديمة واليونان.

وتخرج من كتل الطين أشكال رائعة وتحف جميلة وأوان صالحة للحياة اليومية ذات أبعاد وأحجام ومرافق على درجة كبيرة من الدقة والتناسق وتطهى تلك الأواني في أفران إما بالطريقة الطبيعية أو تطلى وتزركش بألوان زاهية وتحمل مفردات تشكيلية متناسقة .

وإلى جانب الفخّار يصنع الجليز الذي هو في الأصل فرع من صناعة الخزف وذلك لتبليط الأرض والجدران وتزيين المباني العامة والبيوت الخاصة.

شارك الفيديو على فيسبوك
شارك الفيديو على تويتر
شارك الفيديو عبر واتساب