تعتبر حرفة الخيامية في مصر أحد فنون التطريز على أقمشة القطن السميكة في تاريخ مصر الممتد، تستخدم فيه الألوان الزاهية والخطوط البارزة على الجداريات والمعلقات.
يعود فن الخيامية إلى قرون مضت، عندما كان المسافرون يستخدمون عربات تجرها الخيول وكان قماش الخيام المطرز يغطي هذه العربات ليقي ركابها شمس الصحراء الحارقة.
قدماء المصريين أظهروا ولعًا بفنون التطريز على القماش، ويستدل على ذلك بالسرادق الذي تم اكتشافه مع الأسرة الـ21، ويعود تاريخه إلى الفترة بين 1054 و1009 قبل الميلاد.
يعود هذا الفن إلى عصر الفراعنة، كان يعتمد في تصنيعه على الجلود، ثم تطوَّر الأمر في عصر الفاطميين إلى قماش.
يرتبط هذا الفن بشكل كبير بشهر رمضان الكريم في مصر، حيث يُستعمل في تزيين البيوت والمطاعم والمقاهي كعلامة على حلول الشهر الفضيل.
ينبثق هذا الفن من أصول مغربية وإسبانية، ثم بدأ الفنان المصري على وجه التحديد تطعيمه بزخم هائل من التاريخ الفرعوني والقبطي.
كانت الخيامية ترتبط قديمًا بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة التي كانت تقوم مصر بتصنيعها حتى فترة ستينيات القرن الماضي وإرسالها للحجاز قي موكب مهيب يعرف باسم المحمل.
تتواجد هذه الحرفة بكثرة في شارع الخيامية بالقرب من باب زويلة – آخر شارع الغورية في القاهرة.
الشغل اليدوي من “الخيامية” يفضّله السياح الأجانب والأثرياء العرب، لما فيه من حس جمالي وإبداعي، ويصل إلى القطع الفنية النادرة.
هذا النوع يكون سعره مرتفعًا؛ لأن تكاليفه كثيرة، وقد يستغرق العمل في صناعته شهراً كاملاً، إضافة إلى أنه يتطلب عاملاً ماهرًا له خبرة عالية حتى يستطيع التحكم في القطع والوصول إلى أفضل النتائج.
يُوضع التصميم الذي يتم التعامل معه ونقله على ورقة الباترون، حيث تتم خياطته في القماش الذي سيُطرّز، وبعدها توضع بودرة مخصّصة لطبع الرسم على القماش كي تُجرى عملية التطريز.
خلال هذه المرحلة، يقوم الصانع الذي يُعرَف باسم “الخيامي” بإنجاز أكثر من وحدة من ذات التصميم، ثم يخيطها مع بعضها بعضاً بطريقة اللفق دون أن يظهر أي شيء من هذه الخياطات على السطح الخارجي للقماش.